تعيد نصوص هذه الدورة الحفر في ماضي الذات وماضي الوطن؛ تاريخًا، ومجتمعًا، وفي بحثها عما جرى تقدم لنا، بلغة فنية أدبية، تشخيصًا لما يمكن عمله في الحاضر والمستقبل. فالروائي في المحصلة طبيب يداوي جروحه بتطبيب الآخرين.
أجساد ألمى
تتحدث رواية "أجساد ألمى" لشروق عبدالنور القطابري، عن أرواح يائسة تتخلى عن أجسادها. رواية عن عدم تصالح الذات مع واقعها، ورغبتها فيما لا تملكه. وتسريد ذلك يتم من خلال المفارقة بين واقعيين: الأول، واقع مادي، ثري بالتفاصيل، مع جسدٍ مهترئ معاق وروح سليمة. والواقع الثاني، واقع مغاير، محدود في تفاصيله المادية، ومأهول بجسد قويٍّ سليم، وروح مهترئة.
تتخلّى الذات، التي تمتلك روحًا سليمة، عن سلامة الروح؛ بحثًا عن سلامة الجسد. وفي المقابل، تتخلّى الذات التي تمتلك الجسد السليم عن جسدها، بحثًا عن سعادة الروح، فتحدث الكارثة.
أحببت قروية:
تتناول رواية "أحببت قروية" لفاطمة مفتاح تجربة حبٍّ مغدور، ينتصر بعد أحداث جسيمة تداخلت فيها سياقات اجتماعية ذات نسيجٍ شائك، يسود فيه الظلم والتعسف والقهر وتمادي الأقوياء في اضطهاد الضعفاء. كما يظهر موضوع الصداقةِ، بصورة مثالية متجاوزة كل العلاقات.
الأكنة:
وتعالج رواية "الأكنة" لنبيلة الشيخ، موضوع العنف الأسري والعاطفة المغدورة، وأحلام الفتيات في بيئة غير مستقرة، مع تعريج على موضوع الحرب، وتماهي الشخصية الساردة وصنعاء في كينونة واحدة، ماهيتها المعاناة والألم، وعدم الاستسلام، والنهوض بعد كل انكسار.
الخنفس:
تنطلق رواية "الخنفس" لسمير علوان، من الإيهام بأنها سيرة ذاتية، وتبدأ بمفاجأة أفق التلقي بصيغ اعترافية أو بوح يشرع في إبراز صراع داخلي متنامي في شخصية الراوي. تتداعى المكبوتات وتُسترجع الذكريات ويستطرد الراوي، بين حاضر الشخصية وماضيها، في تناول موضوعات تتعلق بصراعات نفسية واجتماعية وسياسية. رواية عن علاقات منسوجة بأفكار شيطانية، بمختلف سياقاتها: السياسية، والدينية، والاجتماعية، والتجارية. وفي سياق الأحداث تتناول الرواية عددًا من القضايا، منها: الصراع بين القيم الحديثة والتقليدية وقضية الهوية والتطرف والتشدد الديني وحقوق المرأة.
الهروب الأخير:
تتحدث الرواية عن خمسة شبان انظموا للجبهة، أثناء الحروب الوسطى. لكل واحد منهم قصة وراء انضمامه للمقاومة. تنشأ بينهم علاقة وأواصر مشتركة. ومن خلال قصة كل واحد منهم يتم تناول قضايا مجتمعية، كالإقطاع والتمييز الطبقي والصراع القبلي والعائلي والتخلف الذي رافق مراحل الحكم المختلفة في الشمال، والصراع في الشطرين وبينهما، ومنها تناول طبيعة الحكم في الشطرين ومآلات الثورات وحركات المقاومة ودور التيارات الانتهازية، ثم الحالة الشعورية التي عاشها مراد بعد ذلك، بما فيها تناقضات وإحباطات ويأس، حين اصطدم بأخطاء الثورة وممارسات القادة وخروجهم عن المسار وتصفية حسابات بعيدة عن الهدف النبيل.
امرأة من شقوق
بأسلوب سرد يتألف من قصاصات مشهدية تبني رواية "امرأة من شقوق" لمحمد عادل، قصة خالدة، الفتاة النحيلة، وعلاقتها بعائلتها وبالعالم. تقص علينا خالدة بلسانها جزءًا من طفولتها ومخاوفها القديمة وتشوهاتها النفسية وعلاقتها بوالدها وعلاقة والدها بهم كأسرة، وضعف المرأة القروية التي يتكالب عليها الزوج والقدر. تحكي خالدة تفاصيل كثيرة عن علاقتها بالبهائم وباليمامات. وسنراها في الأخير تنهض من بين شقوق الإسطبل من جديد وقد تحررت من أسرتها ومن مصيرها.
أنين التابوت
تتحدث رواية "أنين التابوت" لمحمد التبالي، عن تجربة أَسْر عاشها مقاتلٌ.. وبعد أن أُفْرِج عنه في صفقة تبادلٍ للأسرى، صُعِقَ بما حدث خلال فترة غيابه الطويلة. في السجن يكتب المقاتل عن تجربته في الحياة. هي رواية عن أدب الحرب وأدب السجون تصور أثر الحروب في تمزيق النسيج الاجتماعي.
حُب بنكهة الموت:
تتناول رواية "حُب بنكهة الموت" لأمة الخالق الظفيري، قصة أجيال من النساء المقهورات. وخلال حشدها لتفاصيل ما جرى لهن تضعنا الرواية أمام أسئلة عديدة منها: ما الذنب الذي تُولد به الأنثى غير أنها أنثى؟ هل يتغير الرجل من أجل امرأة؟ لِمَ قد تتدثر المرأة برداء رجل؟ ومتى تكون المرأة يتيمة في حياة والديها؟ هل تأخذ الحرب من الإنسان أكثر من إنسانيته وكرامته البشرية؟ هل ذنب اليمن في كل ما يحدث لها أنها أنثى لها غوايتها الخاصة؟
رماديتي:
رواية "رماديتي" لغرام الجرموزي، هي رواية عن الكتابة كعلاج ذاتي يحيل إلى علاج أكثر عمومية. وفيها تركيز على قضية العنف الأسري وتداعياته في البُنية الاجتماعية، وآثاره في تشكيل شخصية الفرد، بخاصة شخصية المرأة. نقرأ هنا عن عنف مزدوج: العنف الأسري مع العنف الاجتماعي، وكلاهما يتماديان في التقليل من قيمة المرأة والعمل على تهميشها والانتقاص منها.
غربان العنبرود:
تتعقب رواية "غربان العنبرود" لهشام المهدي، جانباً من قصة انتقال عائلة إلى حارة تسمى "العنبرود"، قبل أكثر من عشرين عاماً، وتسلط ضوءًا على تفاعلات أفرادها مع الحارة المعزولة بين جبال غرب صنعاء، والتي أدت إلى تكوين نسيج مجتمعي يميز أفراده عن غيرهم، ويجعل من مهمة استكشاف حياة جديدة داخل الحارة أصعب من غيره. ومن فؤاد إلى والديه سليم وتهاني، تظهر تدريجياً جوانب من ماضي كل منهم، وتقودهم الظروف إلى الانغماس في عوالم فردية، واتخاذ قرارات على أمل النجاة، متجهين إلى التنقل بين الحارات وتغيير الأعمال ومصادر الرزق، وموصلين وجودهم إلى الفاجعة التي هزت الحارة، وكبرت حولها الأحاديث، ورافقها حضور مشؤوم لأسراب مهولة من الغربان، حتى صارت بعد عشرين عاماً حكاية تختلف في محتواها عن أصلها، وترى في عودة فؤاد في سيارته مخترقاً حشود الأطفال، وعودة الغربان معه، نذير شؤم، هو كل ما بقي في ذاكرة الحارة وأهلها من عائلة العليمي. تبقى الرواية في كل هذا وفية للسرد، وتنشغل بتتبع ديناميكيات عائلة العليمي، وفرادة حارة العنبرود، دون التعلق بقضايا أو رسائل بعينها، واضعة الشخصية والسرد قبل الحبكة والقضية.
غزاوي:
تصور رواية "غزَّاوي" لعبدالله الربادي، الواقع المأساوي الذي يعانيه أبناء فلسطين في ظل الاحتلال.. تستند الرواية في بعض تفاصيلها على قصص وأبطال حقيقين. هي رواية عن "القضية الفلسطينية" ومأساتها، وعن النضال في مواجهة المحتل، على امتداد تاريخ القضية، وصولًا إلى المعركة التي تدور في حاضر اليوم، بما هي عليه من ميزة فارقة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.
في غمضة عين:
في غمضة عين يمكن أن يتحول المرء من شخص لآخر، ويعيش حياة غير التي كان عليها. تتطرق رواية نجاة باحكيم للفئات البسيطة والمهمشة في المجتمع، وتدعو لنبذ السلوكيات السيئة والسعي إلى فعل الخير الدائم، وانتصار الحق على الباطل، والبحث عن السعادة الحقيقية، ونبذ الفرقة، وتغيير الذات نحو الأفضل. كما تناقش الرواية مواضيع اجتماعية منها التحول المفاجئ من الفقر إلى الغنى، وأثر هذا التحول، وكيف يؤدي عدم الثقة بين أفراد الأسرة الواحدة إلى التفكك الأسري.
قاع الأمم:
بحبكة فنتازية تناقش رواية "قاع الأمم" لحسام الثور، صراعًا أيديولوجيًا بين ثلاث طوائف دينية. تبدأ الحكاية بشراء منزل في حي القاع. هناك تبحث الشخصية الرئيسية عن كنز مدفون في هذا البيت، وبواسطة تعويذة تنتقل لعالمٍ آخر يمتلك البشر فيه خصائص مختلفة عن البشر، وتمتلك كل أسرة في قاع الأمم قدرات غير عادية تميزها عن غيرها من الأسر. ولا يخلوا هذا اللجوء للفنتازيا من إسقاط لعالم الخيال على أرض الواقع.