أنماط من صورة المرأة المقموعة في روايات يمنية أنماط من صورة المرأة المقموعة في روايات يمنية

مقاربة موضوعاتية: محمد فائد البكري

 

 

بين الرواية والمجتمع:

في كثيرٍ من الكتابات المدرسية عن الرواية يذهب كثيرون إلى أن الرواية تعبِّر عن المجتمعات، ومن أولئك من يجعل الرواية أو الروايات المدروسة وثيقةً لتظهير بُنى الوعي المجتمعي أو النظام المعرفي للمجتمع، متجاهلين حقيقةَ أن الرواية إنجازٌ فرديٌ وأن الروائي مهما تمثَّل قضايا مجتمعه ومهما عبَّر عنها أو ناقشها فيما يكتب فهو فردٌ في مجتمعٍ موَّار بالكثير من المتغيرات والتباينات والاختلافات والاتجاهات، ولا يمكن له أن يعبِّر بمفرده عن المجتمع مهما نذر نفسه لذلك ومهما كتب أو أنجز من روايات، ناهيك عن أن وجهة نظره ليست بالضرورة عن مجتمعٍ يعيش فيه أو يراه ويلامسه فقد تكون عن مجتمعٍ متخيَّلٍ أو مُتمنَّى.

وبين الوعي الكائن والوعي الممكن من الضروري التفريق بين مجتمع الروائي ومجتمع الرواية أو لنقل المجتمع الذي يخلقه الروائي، ومن ثمَّ تغدو أي مقاربة للرواية مقاربةً لوعي الروائي أو لموقفه وليست للمجتمع.

لكنَّ هذا لا يعني أن كل روائي يذهب بعيداً عما يدور في مجتمعه؛ فالروائيون كغيرهم يتأثرون بما يدور في حياة مجتمعاتهم. ومن الروائيين من يوظف الرواية لتظهير رؤاه ومواقفه من قضايا معينة في مجتمعه، ومنهم من يتخذ من الرواية وسيلةً للتبشير برؤى وقيم وممارسات يريد لها أن تكون، ومن هنا تصبح مقاربة الرواية وكتابة ما كان من أثرها في أفق التلقي بحثاً عما تبدَّى من وعي الروائي أكثر من كونه بحثاً عن وعي المجتمع.

في سياق المقاربة:

تنطلق مقاربة أنماط من صور المرأة في عددٍ من الروايات، من توصيف إجرائي لتلك الروايات باليمنية، نسبةً إلى جنسية كُتَّابها لا إلى طبيعة القضايا التي تعنى بها، وفي هذا ما يجعل المقاربة تحيِّز النظر فيما ينجزه عدد من الكُتَّاب اليمنيين بشأن قضايا تنميط المرأة، وليس شرطاً أن تكون المرأة اليمنية، وبهذا تهدف مقاربة أنماط من صور المرأة إلى تتبُّع جانبٍ من جوانب المجتمع الذي صورته الرواية.

في عددٍ من الروايات التي أبطالها شخصيات نسائية يجري تظهير صورة المرأة المضطهدة المقموعة التي تحاصر ثقافياً بمنظومة من الأقوال والممارسات والطقوس التي تنتقص من حقها كإنسان، وغالباً ما يكون اضطهادها مجسداً في شخصية ذَكَر، فالرواية لا تعكس ذلك الاضطهاد والقمع من خلال تظهير حياة المرأة معيشياً دون الإشارة إلى قامعٍ بعينه، ولا تعالج القمع من حيث هو ثقافة ونتيجة لبنية اجتماعية يعاني منها الذكر والأنثى، حتى تغدو صورة تلك المرأة تعبيراً عما يقع على المرأة في إطار ثقافةٍ ما وليس بالضرورة أن يكون السبب في ذلك ذَكراً؛ فقد تكون قسوة الحياة وأعبائها هي التي جعلت امرأةً في محل المقموع، ومن هنا يكون نمط المرأة المُعَبَّر عنها هو نمط الإنسان من حيث هو كينونة وإرادة واختيار وليس من حيث بيولوجيته أو ما يوزعه المجتمع من أدوار. وإذا ما جرى تظهير تبعات بيئةٍ معينة وأثرها على صحة المرأة أو شكلها فمن حيث هي امرأة لها خصوصية بيولوجية تجعلها تتأثر على نحو ما تشبه فيه كثيرات غيرها في تلك البيئة، ويُراد بذلك إبراز ما يكون من أثر البيئة على النوع وقد توظف الرواية في ذلك معرفةً طبية.

رواية حمار بين الأغاني:

نمهد بذلك لنكشف كيف أن تلك الأنماط تحرص على أن ترسم صورة المرأة المقموعة من الذَكَر الذي يختزلها في جسدها ويجعله مطمعاً لأهوائه ورغباته ولا ينصفها كإنسان حتى إن كانت تدفع ثمناً بسبب ذلك الذكر؛ فضابط الشرطة في رواية "حمار بين الأغاني" للكاتب وجدي الأهدل، لا ينظر إلى المرأة من حيث هي إنسان ذو قيمة اعتبارية أمام القانون الذي يمثله ويُفترض أن يعمل على احترامه وتنفيذه، وإنما من حيث هي جسدٌ أوقعته الظروف تحت رحمته؛ فما كان منه إلا أن وضع القانون جانباً واستغل نفوذه وزيه في مساومة ذلك الجسد والعمل على إخضاعه وقمعه والسعي إلى استغلاله جنسياً.

رواية حرمة:

في رواية حرمة للكاتب علي المقري، ترد صورة المرأة مسيجةً بنمطيةٍ معكوسةٍ من المخيال الديني الذي يرى فيها مرُكبَ فتنةٍ وغواية، وجسداً للإغراء والإثارة، لا يملك أن يكون له الحق في تقرير ما يضره وما ينفعه، ولذلك يعمد الذكر الزوج إلى حجبها عن عالم الذكور الآخرين، بدعوى التحريم الذي يستند إليه دينياً في عدم مخالطة الإناث للذكور تحت أي ظرفٍ كان، وتلك الزوجة التي يعيش معها تغدو مجرد شيءٍ يملكه ويتحكَّم به، ويسلبه إرادته؛ فلا ثقة له بها، ولا إدراك لها أو تمييز، فهي تابعة خاضعة تُساق لما يقرره الذكر الأب، وعليها أن تظل مطيعةً مستسلمةً لكل ما يمليه عليها، وهو وحده المالك لحق تصريف أمورها، وتنشئتها كجسد وتحويلها إلى أداة متعة، ووسيلة ترفيه عن الذكر الآخر الذي يشترط أن يكون زوجاً، وهذا الذكر الزوج بدوره سيصير السيد المالك لأمرها والمتصرف الوحيد بشأنها. وهي تتلقى هذه الأبوية بخضوعٍ تام وتمارس الدور الاجتماعي المسند إليها بكل استسلام.

لكن التحوُّل في حياة هذه المرأة المقموعة يحدث فجأة بمجرد اصطدامها باحتياجٍ عاطفي، فالعاطفة نفضت كل ما أُريد لها من التشييء، وأعادت لها فاعليته كبشر في مواجهة ما فرض عليها من إكراهاتٍ حولتها إلى آلة، فانقلب الانقياد إلى سخطٍ على الواقع الذي فُرِض عليها وتطبَّعت عليه لزمن، ورفضٍ لكل الالزامات التي مورست عليها ثقافياً تحت غطاء الدين، وبدأت حرب استرداد الذات من البحث عن شريكِ يملأ فراغها العاطفي، فكان من نتيجة ذلك أن استثارت الكامن من إرادتها من منطلق حق الاختيار والتعبير عن العاطفة لمن تريد وليس لمن يفرض عليها، وشقت عصا الطاعة وواجهت كل محاولات تدجينها ومحو كينونتها ووجودها وحياتها، وتحولت من مقموعةٍ إلى ثائرة، تدرك أن حقها في الحياة يبدأ من وعيها بما كان من ارتهانها والمبادرة لتغيير اتجاه حياتها. وتكون المفاجأة أن ثورتها رفعت عن عيونها الغشاوة فرأت أن المجتمع المتواطئ على قهرها وقمعها، المتظاهر بالتقوى والدين ليس أكثر من مجتمع منافقٍ تنخره الهشاشة والادعاء والزيف، وما تسلط ذلك الذكر على المرأة إلا صورةً من صور ضعفه وتهافته وهشاشته وعدم ثقته بنفسه.

رواية خلف الشمس:

في رواية" خلف الشمس" للكاتبة بشرى المقطري، نجد نمط المرأة الضحية، لكنها ضحية من نوع خاص؛ فهي ضحية بالتبعية لما يحدث للذكور في محيطها من استلاب وقهر، فكل ما يصيب الذكور بفعل الحرب والقمع السياسي وافتقاد مجتمعاتهم إلى الحرية يرتد على حياة زوجاتهم؛ فالمرأة هنا مقموعةٌ ومحاصرة بالظروف التي سلبتها الأمان معيشياً وعاطفياً، فهي دون إرادتها ودون أن تستشار تقع عليها تبعات تغيب الزوج أو تغييبه من السلطات القامعة، وبقدر ما تكشف تلك التراجيديا عن خطورة ما يعانيه الفرد في المجتمعات المفتقرة للحرية، ففي ذلك تظهير لما يكون من خطر تبعية المرأة للذكر وتوقف وجودها على وجوده هو، وما يكون من أثر ذلك اقتصادياً ونفسياً، ونفهم من ذلك أن استقلال المرأة من شأنه أن يكون مصدر ممانعة وقوة في المجتمع. وفي السياق ذاته لتظهير مأساة المرأة المقموعة بالتبعية للذكر تشير الرواية إلى أن الألم الأقسى في أن المجتمع يتجاهل مشاعر فقدها لزوجها، وما تعانيه بسبب ذلك، ولا يرى فيها أكثر من "حرمة"-بما تعنيه هذه الصفة اجتماعياً من انتقاصٍ وتهوين- لا يقيم لتضحيتها ثمناً، بل إن ذروة المأساة أن الذكر الزوج لم يثمن ما تعانيه في غيابه، وما تدفع بسبب مواقفه واختياراته، وصار يخيّل له أحياناً أنها تستغل غيابه القسري لتخونه، وهو ما يكشف مدى الظلم الذي يقع على المرأة نتيجة ما يستبطن المخيال الشعبي من تصورات نمطية عن المرأة، تعدم الثقة بها، وتجعل كل تصرفاتها محل شك دائم، كما يكشف لا معقولية الثقافة المتحيزة للذكر ضد الأنثى، وفي السياق نفسه يومئ إلى أن انعدام قيمة الإنصاف يفقد المجتمع توازنه.

رواية أروى:

في رواية "أروى" للكاتب حبيب سروري، نجد أن أروى بطلة الرواية امرأة مقموعةً وممزقة نفسياً بين خيارات الآخرين الذكور، إذْ تعيش مأزق المرأة المنقسمة على ذاتها بين أربعة عشاق ترى في كل منهم اتجاهاً تحبه أحياناً وتمارس عليه صوراً من التعالي والاحتقار أحياناً، ولكنها في كل أحوالها لا تملك أن ترفض، فهي تحرص على ألا تفقد أحداً منهم، وحين تختار أحدهم زوجاً، لا تستطيع تجاهل مشاعر البقية منهم، ولا تدري كيف توفق بين حبهم جميعاً، ولا تعرف أين تضع نفسها في هذه العلاقة الملتبسة بحب الذات، وحب الذات هنا بسبب تلك التنشئة التي جعلتها لا تعرف ما تريد، وبنت شخصيتها على أساس أن الاعتراف بكيانها وكينونتها موقوف على ما يكون لها من حظوة لدى الذكور، وتبلغ ذروة المأساة حين يضعها الزوج" منيف" بين خيارات بمواجهة نساء أخريات يقع في عشقهن، فتختار نفسها بعد صراع مع مشاعر متحدية، وبعد أن حاولت المواءمة بين الذات والواقع الذي فرض عليها من الذكر الزوج، ويكون التحدي أن تذهب للبحث عن ذاتها في مكانٍ آخر، فيكون طلب العلم في لندن وسيلة الخلاص من جحيم المشاعر. وهو ما يعني أن الهروب من المكان ببعده الثقافي قد يكون حلاً لطبيعة هذا الصراع بين الذكر والأنثى داخل ثقافة المكان الذي نشأت فيه لا خيار لها، وكأنّ مخيال المكان يلعب دوراً في تأجيج الصراع وتثبيت سلطة الذكر، وتقويته على إلغاء المرأة.

رواية عرق الآلهة:

كذلك نجد أن "حنايا" في رواية "عرق الآلهة" للكاتب حبيب سروري، امرأة مقهورة مقموعة، لم تستطع انتزاع استقلالها، فعلى الرغم من كونها مشغولة بالبحث العلمي والتفكير العقلاني بالأشياء، لا تغفل عن مشاعرها التي تدفع بها إلى القبول بدور العشيقة لشمسان، وهو الدور الذي يلغي المنطق العلمي، ويدفع بها إلى محاولة الجمع بين فضولها البحثي وحاجتها العاطفية، فيكون العمل مع شمسان توفيقاً بينهما، وشمسان ذلك الذكر الذي صورته الرواية على أنه الإنسان المتحضر على مستوى المعاملة في علاقته بكلٍ من زوجته "فردوس" وعشيقته "حنايا"، لا يراجع ما يكون من تمزق "حنايا" ولا يقيم اعتباراً لها، وكل ما هنالك أن يعمل على الجمع بينهما إلى حين، ثم ما يلبث أن يفقد إمكانية الاستمرار، وهذا الجمع بين العشيقة والزوجة يأخذ بُعد الصراع بين الاحتياج والمعرفة، لكن صورة المرأة على امتداد ذلك تحضر تابعةً لرغبة الرجل، تلك الرغبة التي لا ينجح العلم في ترشيدها، وتقنينها وضبط إيقاعها وفق التكافؤ النفسي والفكري لا الشهوة والرغبة في الاستحواذ على الجسد.

رواية الرهينة:

في رواية" الرهينة" للكاتب زيد مطيع دماج، تحضر المرأة رمزاً وموضوعاً، فهي ترمز للصراع بين اتجاهين في المجتمع، وفي الوقت نفسه تكشف عن صورة المرأة المقموعة، فهي امرأة مقموعة حتى وهي في الطبقة القامعة للمجتمع بعمومه، فالتراتبية الاجتماعية تجعلها محاصرة بتقاليد أسرية صارمة، وعلى الرغم من كونها سيدة غيرها ممن فرضت السلطة قبل ثورة 26سبتمبر1962م، أن يكونوا في مكانة الخدم والحشم. فالشريفة حفصة لا تملك أن تكونَ سيدةَ مشاعرها، ولا تستطيع أن تفعل شيئاً خارج الدور المرسوم لها اجتماعياً، وهي تعاني صراعاً عنيفاً بين ترسيمات مكانتها الاجتماعية وحاجتها العاطفية، فهي مقموعة من حيث هي أنثى، وجسدها يغدو قيداً على حقها في الحياة، حتى لكأن ذلك الجسد صار ميدان الصراع بين ثقافة الطبقة التي تنتمي إليها والمجتمع الذي تتسيد عليه تلك الطبقة وتبسط نفوذها.

من زاوية أخرى، الشريفة حفصة لا تملك خيارها كأنثى شأنها شأن غيرها من الإناث وبصرف النظر عن نسبها، فما يفرضه مجتمعها من قيودٍ على حقها في الاختيار وعلى إرادتها في اتخاذ القرار في تفاصيل تخصها يصادر مزايا موقعها من التراتبية الاجتماعية، بل ويضاعف عليها القيود، وهي في المحصلة شأنها شأن أي امرأة مضطهدة، لا تملك من أمرها إلا أن تكون تابعةً لذكرٍ، وحتى حين أرادت أن تكسر تلك الدائرة وتنتصر لعاطفتها وجدت نفسها تابعةً لذكرٍ آخر، ومجبرةً على أن تراهن عليه بكل ما تملك، حتى كأنه لا وجود لها خارج الحاجة إلى ذكر.

رواية في تابوت امرأة:

في رواية "في تابوت امرأة"، للكاتبة سيرين حسن، نجد نمط المرأة المقموعة منذ ميلادها في ذلك الجسد الذي فرض عليها أدواراً اجتماعية معينة، وحيَّزها في إطار الأنثى المشتهاة حتى من أقرب المقربين إليها، وجعلها عرضة للتحرش حتى من أبيها، فالقمع يبدأ من داخل الأسرة ومع أول خطوات النشأة، ومن ثمَّ يتضح مدى ما تعاني من صراع حاد مع مجتمعٍ لا يعرف لها حقاً، ويستوي فيه ظلم القريب والغريب.

ورغم أن "سارة" بطلة الرواية حاولت أن لا تستسلم للقهر المجتمعي، وسعت جاهدةً إلى تغيير واقعها، تارةً بالهرب منه، وتغيير اسمها مراراً، والبحث عن واقعٍ بديل، وتارةً بمواجهة ذلك الواقع ومحاولة الثورة عليه، وأخرى بمحاولة التواؤم والتطبُّع على بعض إكراهات ذلك الواقع الذي هو في مجمله من صنع الذكور؛ فإن كل محاولاتها فشلت، بسبب أن الثقافة المجتمعية تتواطأ على عدم إدانة الذكور.

ولقد كانت الظروف قاهرة وأكبر من تطلعاتها إلى الحرية التي جاهدت من أجلها، بحثاً عن حياة كريمة تُحترم فيها كإنسان، وسرعان ما تكالبت تلك الظروف عليها وجرتها بقسوة إلى خارج إرادتها وأجبرتها على الدوران في فلك المجتمع، والقبول بشروط ارتهانه، بل بلغ بها الأمر أن لا ترى فرقاً بين مجتمعها الذي نشأت فيه والمجتمع الذي سافرت إليه، ففي لندن، وجدت هناك الذكر الذي يتربص بجسدها، ويكون من نتيجة ذلك أن يتعمق شعورها بالاستلاب، ولا تجد تفسيراً لذلك إلا في كون جسدها هو اللعنة التي ولدت بها، وهو تابوتٌ دفنتْ فيه حية منذ مولدها، أو كما يريد عنوان الرواية أن يقول.

خلاصة:

من الملاحظ أن تلك الروايات اكتفت بتظهير أبعاد صورة المرأة من خلال علاقتها بالذكر فحسب، فكل تلك الأنماط في كل ما حاولته كانت تستدعي الذكر لتظهير الذات الأنثى، فالذكر بيده مقاليد كل شيء حتى الحب والغرام، وهو من يقرر بشأن الأنثى، وهو المسؤول عن قمعها وقهرها واستلابها، وما من امرأة إلا وكانت مضطهدة، وما من اضطهاد للمرأة إلا وكان من ورائه الذكر. وهذا يعني أن تلك الأنماط تنطلق من أحكام جاهزة في حيثيات الدفاع عن المرأة، بل إنها تعكس وجهة نظر توشك أن تكون واحدة في الموضوع وفي الموقف مما يكون بشأن الأنثى في المجتمع، وغالباً ما كان منحى السرد في تظهير الموضوع يأخذ شكل المرافعة لصالح المرأة المقموعة سواء من خلال ما يخبر به السارد أو ما تخبر به الشخصيات ذاتها أو يمكن أن يستنتجه القارئ من خلال سلوك الشخصيات.