ولد أحمد محفوظ عمر في عدن، مدينة الشيخ عثمان، عام 1936. يُعد أحد رواد السرد اليمني الحديث وهو أحد مؤسسي اتحاد الكتاب اليمنيين. فاز في سن مبكرة في مسابقة القصة القصيرة التي نظمتها مجلة النهضة عن قصة بعنوان "مرضعة الأطفال" (1956). ثم نشر بعدها مجموعات من القصص القصيرة: "الإنذار الممزق"، (1960)، "الأجراس الصامتة" (1974)، "يا أهل هذا الجبل" (1978)، "والناب الأزرق" (1980).
في مرحلته المبكرة كتب بعض القصص المدرسية مثل "قربان الوطن"، "القبر التائه| الضائع". وتُعد قصة "فجيعة أبي"، نشرت في مجلة "المعلم" (عدن، 1959م)، من أولى القصص التي اتسمت بتطور فني وسردي.
قال عنــه الأديب والـناقــد الســوري فـــوزي معروف: "طور أحمد محــفوظ عـــمر الفـــن القصصي ووصل به إلى مستواه في بقية الأقطار لقدرته على استخدام كافة طرائق التعبير من سرد إلى منولوج إلى حوار، وتمكن من اختيار لغته حتى ارتفعت في بعض قصصه إلى مستوى الشعــر.. كمـا ابتعــدت القصة عنده عن المباشرة والأسلوب التقريري، حتى وهو يعالج موضوعاً من الواقع إذ نحـس أنه لا يمسك القلم إلا بعــد أن يكتمل نضــج الموضوع في ذاته، كما أن القصــة لا تلتزم عنــده أسلوباً واحــداً بل تتنوع الأساليب حسب الحدث وطبيعـة تطوره، وكذلك لا يتقيد بمفهوم تقليدي في بناء القصة، بل أن كل قصة عنده تبــدع شكلها الذي يناسب مضمونها والهدف منها. وهـذه صـفات الكبار من أعـلام هــذا الفــــن."
وقال عنه الأديب الألماني جونتر أورت (جامعة برلين)، في كتابه "دراسات في القصة اليمنية القصيرة": "عندما بدأ اهتمامي بالقصة القصيرة في اليمن لفتت انتباهي قصص أحمد محفوظ عمر من بين قصص مختلف الأدباء اليمنيين. منذُ أول قراءتي لها وجــدت نفسي أمام قاص جاد وبارع يمارس فن القصة بشيء كبيــر من الوعي والقدرة والمتعة…"
نشر أحمد محفوظ عمر قصته الأولى "ضحية الوطن" في صحيفة النهضة، في صفحة الطلاب، وفي العام نفسه نشر قصته الثانية "القبر الضائع" في الصحيفة نفسها، وقد نشرت الصحيفة مقالة تشجيعية عن هذا الكاتب المبتدئ متنبئة له بمستقبل أدبي باهر. وبعد تخرجه في الثانوية، عام 1956، عمل مدرسًا، وكان قد قُبل حينها كموظف حكومي مدني في القسم الثقافي في الجيش الفيدرالي في جنوب الجزيرة العربية.
استمر أحمد محفوظ عمر في الكتابة، وبحلول عام 1960 كان قد نشر 14 قصة في الصحف العدنية، جمع منها ثمان قصص في مجموعة قصصية بعنوان "الإنذار الممزق" ونشرت في العام نفسه. وهناك أربع من قصصه نشرت متأخرة عام 1961 وعام 1966 وقصة "حساب الشعب" المكتوبة عام 1959 جمعت في مجموعة واحدة اسمها "الناب الأزرق" صادرت عام 1980.
اتبع الكاتب الطريقة السائدة في الكتابة، في خمس من قصصه، فعالج مواضيع أخلاقية في قصص: "أبونا علي"، "جريرة العدل"، "مسألة كرامة"، "خطيئة زينب"، و"لعنة الكأس". قصتان في هذه المجموعة عكستا الحالة القومية الوطنية للنصف الثاني من عام 1950 وقدمتا صورة نموذجية للسرد السياسي في ذلك الزمان. وفي المجموعة الثانية "الناب الأزرق" اهتم الكاتب بالقضايا الوطنية، وتفوقت هذه المجموعة في مستواها الفني على المجموعة الأولى، مما يدل على تفوق الكاتب فنيا في السنوات العشر الأخيرة. وفي قصصه الجديدة تمكن أحمد محفوظ عمر من دراسة وتحسين شخصيات الأبطال وإدراجها في سياق القصة الواقعية الاشتراكية.
بعد استقلال جنوب اليمن قدم أحمد محفوظ عمر استقالته من الجيش في عام 1969 وعمل مدرسا؛ فالحياة في اليمن الاشتراكية الجديدة، على ما يبدو، خيبت أمل الكاتب وأظهرت روح التشاؤم واليأس في أدبه. في عام 1974 أصدر المجموعة الجديدة "الأجراس الصامتة". تميزت قصص هذه المجموعة بلغتها الفنية والتركيبية مع انتقاله السريع من مشهد الى آخر: من خيال البطل إلى الواقع، ومن الواقع إلى الذكريات والمناجاة الداخلية العاطفية التي تتحول إلى تيار مشاعر وفكر فلسفي عميق.
انتقل الأديب أحمد محفوظ عمر عام 1975 للعمل في مركز البحوث التربوية وأصبح مديرا لتحرير صحيفة التربية الجديدة، وخلال عمله هناك أصدر في عام 1978 مجموعته الجديدة "يا أهل هذا الجبل"، ولقيت تقديرا ليس فقط من قبل النقاد اليمنيين ولكن من قبل نقاد كثيرين من البلدان العربية.
في عام 1989 أصدر أحمد محفوظ كتاب مذكرات تحت عنوان "قطرات من حبر ملون" يروي فيه حياة سكان الشيخ عثمان أيام طفولته، ويتحدث عن أحداث مختلفة في حياة المواطنين العائلية والاجتماعية وعن بعض الأحداث البارزة من تاريخ مدينته. كما تحدث عن شغفه الأدبي وذكر بعض أسماء كتابه المفضلين مثل نجيب محفوظ وجبر ابراهيم جبرا. وفي عام 2000 تقاعد أحمد محفوظ عمر، لكنه لا يزال مستمرًا في الكتابة وهو في انتظار نشر مجموعته الجديدة تحت عنوان "أبيع الفل يا شاري"، وكذلك روايتي: "مبادئ لا تباع"، و"رسائل إلى من لا يهمه الأمر".
المادة بتصرف من مصادر عدة منها: ويكيبيديا، مجلة نزوى، ومقالة لشهاب القاضي في صحيفة "الأيام".