تغطية فعاليات حفل توزيع جائزة السرد اليمني "حزاوي" في نسختها الثانية وتكريم كتاب النصوص الفائزة في المسابقة.
برعاية بنك اليمن والكويت وإدارة جائزة السرد اليمني أُقيم صباح الأحد الموافق 15 أكتوبر حفل توزيع جوائز السرد اليمني (حَزَاوِي) وذلك في قاعة المركز الثقافي في صنعاء، وبحضور ممثل البنك الأستاذ عمر الحيمي، مدير إدارة تطوير الأعمال في بنك اليمن والكويت، وحضور مُؤسِّسة الجائزة الدكتورة الروائية نادية الكوكباني، إضافة إلى شخصيات عامة وأدبية مهتمة بالأدب والثقافة.
بدأ الحفل، الذي قدمه الأستاذ ثابت القوطاري، بكلمة الروائية نادية الكوكباني تلتها كلمة ممثل البنك ثم كلمة الفائزين. في كلمته شكر الحيمي كل من يقف وراء هذه الجائزة، وأكد على أهمية ما يقوم به البنك وإدارة الجائزة من جهود لرعاية المواهب الإبداعية. وفي كلمتها شكرت الدكتورة إدارة بنك اليمن والكويت ورحبت بالحاضرين ثم ذكَّرت بالمراحل التي مرت بها الجائزة ونوهت إلى الدعم المعنوي الذي تلقته الجائزة من قبل المهتمين بالأدب والرواية اليمنية خاصة، وأشارت إلى تقديرها وتفهمها للملاحظات السلبية التي تلقتها الجائزة من قبل البعض.
كما تحدثت الكوكباني عن الحراك الذي أحدثته الجائزة وكيف دفعت الشباب للكتابة استجابة لنداء الجائزة. ففي الدورة الأولى أسهمت الجائزة في خلق مواهب جديدة تكتب لأول مرة مثل نبيل الدعيس الذي كتب رواية ديستوفيسكي في صنعاء وكانت بدايته مبشرة وواعدة جدا. وفي دورتها الثانية واصلت الجائزة هذا التأثير لتكشف عن موهبة سردية واعدة هو غسان خالد، وهناك أسماء شابة أخرى وصلت إلى القائمة القصيرة في هذه الدورة لكن لم يحالفها الحظ في الفوز ليس لضعف في نصوصها ولكن لقوة المنافسة. من هذه الأسماء حسام الثور ونصه "سيد الكلب الأسود"، ومحمد سالم عبيدروس ونصه "نفحة خزامى" وعيشة صالح ونجاة باحكيم وهبة عبدالرقيب وأسماء عبدالرزاق التي فازت بتنويه لجنة التحكيم لنصها "شظايا" وسمير عبدالفتاح وبشرى الثور. إضافة إلى أسماء عديدة أبرزها من الكاتبات الشابات ومن مختلف مناطق اليمن الكبير بناسه ومواهبه وفنه وأدبه.
أضافت الكوكباني أن الجائزة أسهمت في عودة اسم مهم جدا في مجال القصة والرواية، وهو القاص والروائي الأستاذ عبدالله عبده محمد سعد.. الذي كان من كتاب القصة البارزين في مرحلة ثمانينيات القرن العشرين واستمر في الكتابة لكن لم تسنح له الظروف للنشر وجاءت الجائزة لتلبي موهبته. ختمت الكوكباني كلمتها بالقول: هكذا تمد الجائزة جسورها بين جيلين: جيل الشباب وجيل الكبار لتثبت أن الكتابة لا ترتبط بالعمر بل بالموهبة.
وفي كلمة الفائزين نوَّه القاص والروائي عبدالله عبده محمد سعد- الفائز بالمركز الثاني عن نص "الطريق إلى صنعاء"- إلى أهمية الجوائز في تنمية المواهب ورعايتها وإلى دور بنك اليمن والكويت في رعاية الشباب في شتى المجالات وأكد على ضرورة استمرار مثل هذه الجوائز لتنشيط المشهد الأدبي مستشهدًا بتجارب الأمم الأخرى.
وفي كلمة الفائزين أيضا عبَّر الروائي والشاعر غسان خالد عن سعادته الكبيرة لوجوده في هذا المكان المميز وعن الفرصة التي أتاحتها له جائزة السرد اليمني حزاوي وراعيها بنك اليمن والكويت، الرائد في العطاء الثقافي الداعم، والذي يحسب له التميز في العمل المصرفي، فمن خلاله دعم خدمات الإنماء الاجتماعي والثقافي على وجه التحديد. كما عبر خالد عن الأسى والعجز، في ظل ظرف عربي فلسطيني موجع وتراجيدي وعن دور الإبداع في كشف الآلة الصهيونية التي تطال الأرض والإنسان تنكيلا ودمارا في غزة وبقية المدن الفلسطينية.
أضاف غسان خالد، الذي فاز بالمركز الأول عن نص "سماء تمطر خوفًا": إن مبادرة تأسيس فكرة الجائزة صارت تعكس اليوم ومع كل دورة جديدة لها، أنموذجا حيًا وعلامة مميزة في رفد الرواية اليمنية بوجوه شابة. أكد خالد في كلمته أن هذه الجائزة غدت صدى ذهبيًا على صعد كثيرة ومتنافسة، فهناك تجارب يمنية تجاربها جديرة بالتقدير؛ لخوضها مغامرة الإبداع وخيار الكتابة في واقع مرير، غير أن هناك ما يجعلنا نمضي بجسارة الإرادة والاستمرار ليبقي كل منا ما أمكنه ذلك على موقف الإنسان في الفن والحياة.
إصدارات الدورة السابقة
وعن تجربته في المشاركة بجائزة السرد اليمني (حزاوي) كتب فاروق مريش- الفائز بالمركز الثالث عن نص "جنبية سمحية": المسابقة التي سعت إلى تشجيع الكتابة اليمنية وإخراج النصوص الإبداعية للنور لاقت تفاعلا كبيرا في الوسط الأدبي.. حيث قاربت النصوص المشاركة في المسابقة مائة نص سردي.. لتخرج منها لجنة التحكيم القائمة الطويلة لأفضل ثلاثين نصاً روائياً.. تلتها القائمة القصيرة لأفضل خمسة عشر نصاً روائياً تنافست على المراكز الثلاثة الأولى الفائزة في المسابقة. شكر مريش راعي الجائزة، بنك اليمن والكويت، تأكيد منه لرسالته التي يعلنها دائما بأنه البنك الذي "يلهم المستقبل".. من خلال تبني الأفكار الإبداعية والأعمال الريادية في المجالات كافة.
وفي كلمة قصيرة للفائز بالمركز الثالث عن نص "حزام ناسف" عبر الشاعر الغنائي والروائي الواعد أحمد أشرف المطري عن شكره لكل من حضر حفل التكريم، ولكل من يقف وراء هذا المنجز الأدبي. وفي ختام الحفل قام ممثل البنك الأستاذ عمر الحيمي والدكتورة نادية بتسليم دروع المسابقة وشهائد التقدير للفائزين بالجائزة ولمن نوهت لجنة التحكيم بنصوصهم المميزة.