نبذة عن الفائزين بالدورة الرابعة في جائزة السرد اليمني 2025 نبذة عن الفائزين بالدورة الرابعة في جائزة السرد اليمني 2025

 

أحمد محمد الهندي:

فائز برواية "خلل"

روائي وقاصّ وسيناريست ومصمّم جرافيك، حاصل على بكالوريوس في الهندسة الإلكترونية والاتصالات من جامعة حضرموت عام 2024.

بدأتُ الكتابة الصحافية والتقريرية عن مباريات كرة القدم في سن الرابعة عشرة، حين طلبت مني شخصيات رياضية وإدارية بارزة في منطقتي الإشراف على الجانب الإعلامي للبطولات الرمضانية. ثم بدأت الكتابة السردية وأنا في الثامنة عشرة من عمري. كتبت قصصًا قصيرة تركز على مشاهد فردية يومية تعكس الحالة الوجودية لأبطالها. ومن أبرز قصصي المنشورة إلكترونيًا على "إنستغرام": "يثمة وسط السجن"، و"ثلاثة وقعوا على قارعة الطريق"، و"يومان خارج العالم"، و"النفس المحتاجة".

تطوّر أسلوبي بعد التحاقي بعدد من الدورات وورش الكتابة المتخصصة في القصة في كلٍّ من اليمن ومصر، لتصدر عام 2022 أولى رواياتي بعنوان "حي پيريلّي". انضممت إلى النادي الثقافي في جامعة حضرموت في سنتي الجامعية الأخيرة، وشاركت في مسابقة القصة القصيرة للطلاب، كما ساهمت في فعالية تطوّعية لمعرض فني للمواهب الشابة بصفتي روائيًا وقاصًّا. وامتدت تجاربي الأدبية إلى فنون المقال والسيناريو والمسرح.

أسلوبي في الكتابة واقعي تراجيدي، جمعت فيه بين دقة المهندس وحسّ الكاتب، إذ تعكس كتاباتي التمزّق الإنساني والصراعات الداخلية، مستكشفًا في نصوصي هشاشة العدالة والمجتمع، وانعكاسات المقاومة والتمرّد، وأسئلة الوجود والانتماء.

أهوى قراءة الكتب الأدبية والعلمية، ومتابعة كرة القدم وممارستها، وتصميم الألعاب الإلكترونية والجرافيك، والإلقاء والأداء الدرامي، وركوب الدراجات، والتخييم، والمشي على الساحل ليلًا.

تعرّفت على جائزة السرد اليمني – حزاوي في دورتها الثالثة عبر أصدقائي الذين وصلوا إلى القوائم المتقدمة وشاركوا تجاربهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. أثارت المسابقة اهتمامي، فتعرّفت عليها عن قرب من موقعها الرسمي، ووجدتها تدعم الرواية اليمنية دون تحديد فئة عمرية أو تصنيف معين، ومنذ ذلك الحين قررت المشاركة.

رواية "خلل" لم تكن مجرد فكرة، وما دعاني إلى كتابتها هو شعورٌ بصوت خفيّ يناديني كلّما مررت بمنطقة شرج باسالم وسط مدينة المكلا، كان ذلك الصوت يقول لي إنه موجود ويحتاج من يخرجه إلى العالم من بين الأزقة المظلمة والمهملة خلف الشوارع المضيئة الصاخبة. هناك شعرت بوطأة الحياة الموبوءة بالتجار والسلطة، وبأن الفقراء يُنبذون عن أوجه الحياة الكريمة السائدة.

كنت كلما مررت بمسجد "ورسما الكبير" أو بالجامع عند سوق الخضار، أرى شراسة الفقر والظلم وهما يبتلعان الناس في الدوامة نفسها والمعاناة ذاتها، فأدرك أنهم بؤساء يعيشون في عالم موازٍ أو منفصل. كنت ألتقي بطل روايتي كلّما زرت تلك الأماكن، خصوصًا في محلات الخياطة الضيقة ذات الإضاءة الشاحبة، وفي مقاهي جسر الخور أمام قناته المعتمة. كنت أراه صامتًا خجولًا، يخشى الأحكام والزلات، ويجاهد ليحافظ على ما بناه طوال عمره. أسمع صوته الشجيّ في رسائله ويومياته كلّما مررت بالحافلة على تلك المنطقة من بعيد. بطل روايتي يعيش بيننا، هذا ما أشعر به حتى الآن.

الأعمال والنشر:

1- رواية "خلل"، 2024م، المركز الأول في جائزة السرد اليمني – حزاوي.

2- رواية "عد تصاعدي"، 2024م، غير منشورة.

3- رواية "أكاذيب حقيقية"، 2023م، غير منشورة.

4- رواية "حي پيريلّي"، 2022م، متجر شغف.

5- مجموعة قصصية "مقاساة النفوس"، 2022م، منشورة إلكترونيًّا على تيليغرام.

6- مقال "المدفونون فوق الأرض"، 2022م، منصتي 30

 

خديجة خالد بابطاح:

فائزة برواية "إينشا"

مواليد صنعاء، ومقيمة في المكلا – حضرموت.

باحثة دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن، ومحاضِرة جامعية في جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية – المكلا.

أهوى التطريز اليدوي، والكتابة (روايات، قصص، مقالات، تدوين)، والتصوير الفوتوغرافي، والقراءة واقتناء الكتب، إضافة إلى التنسيق والتزيين، وتعلّم لغات جديدة.

كتبتُ أول قصة في المرحلة الابتدائية بعنوان "القلعة حرب"، وحظيتُ بعدها بتشجيع كبير من عائلتي، ما حفّزني على كتابة أول رواية بعنوان "اليتيمة" وأنا في المرحلة الثانوية. ومنذ ذلك الحين، واصلْتُ الإنتاج الأدبي في مجالات الرواية والمسرح والقصة القصيرة.

تعرّفتُ على مسابقة جائزة السرد اليمني – حزاوي من خلال مشروع (حبوة) الذي يضم نخبة من الفنانين والكتّاب الحضارم، حيث نُشر إعلان المسابقة ضمن أنشطة المشروع، بهدف تحفيزنا على المشاركة في هذه الجائزة الرائدة.

أما عن الدافع لكتابة رواية "إينشا" فكان مشهد الأطفال الجرحى الذين انتشرت صورهم عبر وسائل الإعلام عقب أحداث عيد الفطر عام 2014 في كشمير. ذلك المشهد أوقد في داخلي الفكرة الأساسية للرواية، وهي إبراز قسوة المعاناة التي يعيشها الأطفال خصوصًا، والشعب الكشميري عمومًا. فكانت "إينشا" الوردة التي نبتت وسط ركام الرماد.

وبإذن الله، لن تكون "إينشا" الأخيرة، بل أعدّها بداية الطريق الذي أطمح إلى المضي فيه وتحقيقه.

الجوائز:

- المركز الأول في جائزة السرد اليمني – حزاوي، الدورة الرابعة لعام 2025م، عن رواية «إينشا».

- لقب قاصّ الجامعة من جامعة حضرموت لعامي 2021 و2022، ضمن جوائز الإبداع الطلابي، عن قصتَي "أن تكون لاجئًا" و"طفلتان".

- جائزة المسابقة الختامية لفن القصة القصيرة للمعلمات على مستوى حضرموت، عن قصة "ساعة من نهار" عام 2020م.

الأنشطة الحالية والمشاركات:

أعمل حاليًا مع فريق من الكتّاب ضمن مشروع (دهشة) التابع لمؤسسة حضرموت للثقافة، والمتخصّص في إنتاج أدب موجّه للأطفال، وقد شاركت فيه بعدد من القصص الموجّهة للفئات العمرية الصغيرة.

كما شاركت في:

- المجموعة القصصية "رؤى" الصادرة عن مكتب وزارة الثقافة – ساحل حضرموت عام 2024م.

- المجموعة القصصية "انطلاق الهوامش" الصادرة عن مؤسسة حضرموت للثقافة عام 2023م.

- سلسلة الخواطر "مائة يوم سعادة" التي نشرتها تباعًا عبر صفحتي على تطبيق إنستغرام.

- كتابة المسرحية "إني اليمن" التي قُدّمت على مسرح بلفقيه في المكلا عام 2012م.

 

عبد الغني عبد الله الأهدل:

فائز برواية "وردة في الريح"

خريج جامعة صنعاء – كلية الإعلام، قسم الصحافة.

شاعر وكاتب وقاص وصحفي.

أهوى القراءة والكتابة في الأدب. وأتقن الرسم بالقلم الرصاص، وأقوم بإعداد الكتب بتنسيقها وتدقيقها. وأحب التقاط الصور الطبيعية، وأكتب السيناريو للأفلام القصيرة والطويلة وحتى المسلسلات.

بدأ اهتمامي بالكتابة في سنٍّ مبكرة، من خلال المحاولات الشعرية والمشاركة في سجالات مع شعراء عرب. ثم توجهت إلى الكتابة النثرية ذات الطابع الكلاسيكي القديم، قبل أن أنفتح على الأدب المعاصر وأسعى إلى التماهي معه. بدأت بكتابة الشعر الحر، ثم اتجهت إلى قراءة الروايات رغبةً في الإلمام بكل ما يتصل بالأدب من شعر وسرد وسواه.

لاحقًا، شرعت في كتابة القصص القصيرة، مع حرصي المستمر على تطوير مهاراتي. وكان للصحافة دورٌ بارز في توجيهي نحو الكتابة الواقعية، وتسليط الضوء على قضايا اجتماعية مهمّة، كالعلاقات الإنسانية والأزمات التي تمسّ المجتمع اليمني.

لديَّ رواية غير ورقية بعنوان "يمشي على الماء"، وكتاب نثري بعنوان "رسائل قديمة لم يمسّها الغبار"، ومجموعة قصصية ساخرة تحمل اسم "مغامرات قصيري القامة"، إضافةً إلى رواية "وردة في الريح".

وأعمل حاليًا على رواية جديدة تعبّر عن الواقع الراهن في اليمن، وهي رواية متعددة الأصوات تتجاور فيها الرؤى والتجارب، في محاولة للإحاطة بالمشهد المتأزّم الذي تمرّ به بلادنا. أما على المدى البعيد، فأطمح إلى إنجاز عملٍ اجتماعي ملحمي كبير يجسّد أحوال البلاد في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. وأرجو أن أوفَّق في ذلك.

تُعد روايتي "وردة في الريح"، الفائزة بالمركز الثاني في جائزة السرد اليمني – حزاوي، من أبرز إنجازاتي الأدبية في مجال الكتابة الواقعية. فقد استلهمت فكرتها الأولى من القصص التي سمعتها من محيطي، ودفعني إلى كتابتها شغفي بكشف الواقع والتعبير عمّا يعتمل في النفس من مشاعر وأفكار مكبوتة تجاه ما يحدث في المجتمع من حولي.

تعرّفت إلى جائزة حزاوي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال إشادات القرّاء بالأعمال الصادرة عنها. وبصرف النظر عن حرصي على جعل روايتي متميزة ودقيقة في إيصال رسالتها، فإنها ما كانت لتجد مكانها اللائق في المشهد الأدبي لولا هذه الجائزة، التي منحتها قيمتها الحقيقية بفضل ثقة القائمين عليها وسعيهم الدؤوب إلى إصدار أعمال تستحق القراءة.

 

عايدة قاسم خليل:

فائزة برواية "ثرثرة في زمن الحرب"

 

حاصلة على بكالوريوس في الدراسات الإسلامية وعلوم اللغة العربية.

عملتُ في مجال التدريس، خصوصًا في تعليم الأطفال، وحاليًا أُجَهز لمشروعي الصغير الحرّ بعيدًا عن رتابة الدوام.

بدأت الكتابة عام 2017 في مجموعة للقراءة عبر تطبيق واتساب، حيث كنت أقدّم خلاصات الكتب المقروءة في شكل قصص قصيرة، وهي محاولات أولى لم تكن تخضع لأيّ من معايير الكتابة الأدبية. ثم انتقلت بعدها إلى كتابة المقالات التاريخية ضمن المجموعة نفسها.

إلى جانب الكتابة، أمارس هواياتي في تصميم الثيمات والرسم والكتابة على الأكواب، وهي أنشطة تستهلك معظم وقتي، لكنني أجد فيها متعة كبيرة.

تعرّفت إلى جائزة السرد اليمني "حزاوي" قبل أكثر من عامين. أعتبر نفسي "صيّادة إعلانات" للمسابقات في "فيسبوك"، وكانت نتيجة ذلك أن نلتُ فوزين وأخفقت في مسابقات أخرى. فزتُ في مجال المقالة مع منصّة شين ونون، وفي القصة القصيرة مع دار عابرون المصرية، ثم جرّبت حظّي في الرواية، وشاركت في جائزة السرد اليمني-حزاوي في هذه الدورة برواية "ثرثرة في زمن الحرب".

أما فكرة الرواية، فلا شكّ أن ما جرى ويجري في اليمن منذ عام 2014 كان الدافع الأكبر للكتابة. وربما كان انتقالنا المؤلم من صنعاء إلى عدن بسبب الحرب هو البذرة الأولى لكل ما تلاها من أفكار وأخيلة وأحداث نسجت خيوط الرواية.

لم تكن مدة الكتابة محدّدة؛ إذ بدأت الرواية قبل أكثر من ثلاث سنوات، كتبت خلالها وتوقفت مرارًا حسب انشغالي وفراغي. وقبل إغلاق باب المشاركة في المسابقة بنحو شهرين، عكفت على مراجعتها وإكمال بعض الفصول. ثم اطّلعت الأستاذة رانيا الحسني على النص، فأثنت على لغته وحبكته، وقدّمت لي ملاحظات ذكية ومفيدة. كما قرأها الأستاذ عبد الكريم قاسم، وراهن على فوزها في حزاوي. وأخيرًا، تكرّم الدكتور عبده الدبّاني بمراجعتها لغويًا وإضافة بعض الملاحظات القيّمة.

لديّ رواية طويلة أخرى لم أجد بعدُ نهاية مناسبة لها رغم أنها كُتبت قبل "ثرثرة"، كما لديّ رؤوس أفكار لقصص وحكايات أخرى... ربما ترونها في مسابقات قادمة.

خلال السنوات الخمس الماضية كنت أكتب دون أفق واضح لا للقراءة ولا للنشر. أما اليوم، بعد أن ذقت طعم الفوز، فالسؤال الذي يشغلني هو: ما التحديات القادمة؟

هل أستطيع أن أثبت نفسي في فضاء أوسع، حيث المنافسة أشدّ تنوّعًا؟

هل يمكنني تطوير أسلوبي أكثر؟

هل أملك الوقت لذلك؟

أسئلة كثيرة سيجيب عنها الزمن.

 

نبيل أحمد الخضر:

فائز برواية "سياج: عصر الثور"

روائي وقاصّ وناشط ثقافي. وُلدتُ في صنعاء، وحاصل على دبلوم محاسبة من المعهد الوطني للعلوم الإدارية بصنعاء عام 2005.

بدأتُ كتابة القصة القصيرة في مطلع عام 2000. منذ مارس 2003 وحتى عام 2023 انخرطتُ في العمل المدني والحقوقي والثقافي عبر عدد من المؤسسات المحلية والدولية، وهي على الترتيب: مؤسسة إبحار للطفولة والإبداع – بيت التنمية – مؤسسة ضمانات للحقوق والحريات – منظمة الإغاثة الإسلامية الدولية – منظمة كير العالمية. وخلال هذه الفترة شاركت في إدارة برامج متعددة ذات صلة بالأنشطة الثقافية، من ضمنها إنتاج كتب موجهة للأطفال والشباب، وتنظيم معارض فنية للأطفال، وأمسيات فنية وشعرية ومسرحية وتشكيلية ورقمية.

ومع انتشار المدونات صمّمتُ مدونتي على الإنترنت "مدونة ضمانات"، وقد أسهمت في ترشيحي لجامعة الدول العربية ضمن شبكة "المدونون الشباب العرب من المثقفين والمبدعين المستقلين – أصدقاء منتدى الجامعة العربية للشباب"، وكذلك لمكتبة الإسكندرية من خلال شبكة "المدونون الشباب العرب – أصدقاء مكتبة الإسكندرية"، وللمشاركة في البرنامج الإقليمي للإيدز في القاهرة الذي انبثقت عنه شبكة "صراحة للمدونين الشباب العرب" للتجاوب مع قضايا الإيدز في المنطقة العربية.

أسهم توجهي الأدبي والمدني في حصولي على زمالة من مركز الأرض لحقوق الإنسان في مصر، ومنحة الزائر الدولي بوصفها قيادة ثقافية وفنية شبابية يمنية، إضافة إلى زمالة من مركز الباحثات اللبنانيات في بيروت كقيادة ثقافية يمنية.

كتبتُ أكثر من اثنتي عشرة مسرحية للدمى والعرائس قُدمت على يد شباب وأطفال في مؤسسات غير حكومية مختلفة، وتركز معظمها على حماية الأطفال من العنف والإساءة والإهمال. كما أصدرت سلسلة مكتبة حقوق الطفل المكوّنة من ستين كتيبًا مصوّرًا، تهدف إلى تبسيط بنود اتفاقية حقوق الطفل وعرضها في صيغة قصصية مصوّرة باللغتين العربية والإنجليزية.

حصلت على جائزة المقالح لأفضل قصة قصيرة عن مجموعة "ذات رغبة" التي طُبعت ونُشرت عام 2012. وشاركت مع مؤسسة شوارع آمنة في إصدار المجموعة القصصية الثانية "يحدث في الطريق"، ثم واصلت العمل الأدبي بنشر مجموعة "عائشة" عام 2020 عن دار أروقة بالقاهرة، و"حكايات شهرزاد" عن المنظمة الإلكترونية للإعلام الإنساني بالكويت، إضافة إلى مجموعة "فوضى" الصادرة عن دار فِكر للنشر والتوزيع عام 2024.

وأعمل حاليًا على سلسلة روائية بعنوان "سيمفونية الخيال والأسطورة". صدرت الرواية الأولى منها تحت عنوان "حروب السندريلا" عام 2024، فيما تُطرح الرواية الثانية "حفلات دموية" أواخر هذا العام عن دار الملتقى للطباعة والنشر، استعدادًا للمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2026.

أنا متابع جيّد لموقع جائزة السرد اليمني- حزاوي وصفحتها على فيسبوك. لم يكن الأمر بدافع المشاركة في الجائزة بقدر ما كان رغبة في قراءة النصوص التي يتيح الموقع تحميلها لعدد من الأدباء اليمنيين. مررت بإعلان الجائزة مرات عدة، وترددت لسنوات، غير أنني قررت المشاركة هذا العام.

في طفولتي وشبابي كنت أشعر بأن لدينا قانونًا خاصًا بنا؛ فكل شيء يُحلّ بذبح الحيوانات. كنت أتساءل: هل سيأتي يوم نحتكم فيه إلى قانون آخر غير قانون الدم؟ ومن هنا جاءت فكرة رواية "سياج: عصر الثور". وقد سرّعت أحداث 2011 من خروج الرواية، إذ اكتملت فكرتها في تلك الأيام لتكون الأولى في سلسلة روايات سياج.

الأعمال الأدبية المنشورة:

- ذات رغبة – مجموعة قصصية، حائزة على جائزة الدكتور عبد العزيز المقالح (2012).

- يحدث في الطريق – مجموعة قصصية، صادرة عن مؤسسة شوارع آمنة (2012).

- عائشة – مجموعة قصصية، دار أروقة للنشر والتوزيع – القاهرة (2020).

- حكايات شهرزاد – صادرة عن المنظمة الإلكترونية للإعلام الإنساني – الكويت (2023).

- فوضى – مجموعة قصصية، دار فِكر للنشر والتوزيع – القاهرة (2024).

- حروب السندريلا – الرواية الأولى من سلسلة سيمفونية الخيال والأسطورة، دار الملتقى للنشر والتوزيع (2024).

 

سند فهد:

فائز برواية "طلقة سبقت لحظة الانتحار"

 

من مواليد محافظة عدن، 24 أغسطس 1994.

كاتب وروائي يمني، حاصل على المركز الثالث في جائزة السرد اليمني "حزاوي" (الدورة الرابعة – 2025) عن رواية "طلقة سبقت لحظة الانتحار".

بدأت علاقتي بالكتابة منذ سن مبكرة، عبر ارتجال القصائد وحفظ القصص والتعبير والإلقاء، الأمر الذي لفت انتباه معلميّ وزملائي، فأطلقوا عليّ حينها لقب "الشاعر". دفعتني هذه الموهبة إلى دخول عالم الفن مبكرًا؛ فنشرت أولى قصائدي في إحدى الصحف المحلية بعدن بتاريخ 9 فبراير 2011. وبالتوازي مع الشعر، كان للمسرح حضور في حياتي؛ فبعد مشاركات مدرسية، شاركت في مسرحية "مبدعون ولكن"، للمخرج عبد العزيز عباس، التي نالت إشادة نقدية في الصحافة المحلية بتاريخ 11 مايو 2014.

شكّلت أحداث حرب 2015 منعطفًا كبيرًا في حياتي؛ فقد دفعتني قسوة الواقع إلى التوقف عن كتابة الشعر، والاتجاه نحو السرد القصصي، مستلهمًا أفكاري من تجاربي وتجارب الآخرين. وكان عام 2019 نقطة تحوّل روحية دفعتني إلى اكتشاف ذاتي من جديد، وتُوّج هذا المسار بإصدار روايتي الأولى "نضال" عام 2024، ثم إصدار الجزء الثاني منها عام 2025 بعنوان "الأرقام الناطقة".

البحث عن معنى للخلاص الداخلي وسط الفوضى الخارجية هو أكثر ما أركز فيه في كتاباتي. لا تختلف روايتي الأولى "نضال" عن روايتي "طلقة سبقت لحظة الانتحار" من حيث البحث عن الخلاص، ففي "نضال" تبدو الرحلة خارجية لبطلة تحاول النجاح وسط ظروف معاكسة وتحديات كبيرة، بينما في "طلقة سبقت لحظة الانتحار" رحلة البطل داخلية وهي رحلة نفسية بحتة.

"طلقة سبقت لحظة الانتحار" أكثر كثافة؛ فهي خلاصة تجارب كنت شاهدًا عليها منذ الطفولة. فقد قضيت سنوات لا في العيش فقط، بل في المراقبة والإحساس بالآخرين. كما لو كنت إسفنجة، أمتص وجعهم، ووجع عدن المتعبة، وجيل آبائنا المكسور، ثم أعصر كل هذا الألم حبراً على ورق.

في روايتي الأولى نقلت الشخص الذي كنت عليه في شبابي: القوة الداخلية، الإصرار، والإيمان بالنجاح رغم كل شيء. "نضال" بطلة تأتي من الضعف إلى القوة، وتؤمن أن لها أجنحة. استخدمت الرموز والريش والأرقام بوصفها إشارات روحية تساعدها على الاستمرار في بحثها عن الخلاص، لتبلغ ما آمنت به في خاتمة قدرية مفتوحة.

على النقيض، كان الطفل داخلي في "طلقة سبقت لحظة الانتحار" شاهداً على صدمات الطفولة. رأيت كيف تتوارث القسوة في فتاة تعرضت للقسوة في طفولتها، ثم صارت "أماً" تمارس القسوة على صغارها. رأيت أولئك الذين عانوا من القسوة يتسكعون في المعسكرات، ثم يصبحون أدوات حرب في الجبهات. أدركت أن الروح المسحوقة لا تُنقذ بوظيفة ولا ببندقية. الروح التي صُدمت في طفولتها لا تثق بالحب؛ تراه فخًا أو خدعة.

حاولت لعب دور المنقذ لأصدقاء انتهت قصصهم بشكل مؤلم، لكنني فشلت، فقلت لنفسي: الخلاص لا يأتي من الخارج. لذلك لم يكن علاج صدمة "مساوئ" حلًا يأتي من الآخرين؛ كان لا بد أن يكون الخلاص روحيًا، بالفداء. كتبت شخصية "مساوئ" لأقول إن كل شخصية ذات دوافع غريبة تحمل في داخلها "هوية مسروقة" أو "حلمًا مقتولًا".

"طلقة سبقت لحظة الانتحار" رواية كتبتها وأعدت كتابتها مرات عديدة. في البداية كانت مجرد قصة عن شخص عانى من قسوة والده لينقل هذه القسوة إلى ابنته تحت فرضية "القسوة تورث مثل أي شيء نورثه لأبنائنا". كتبتها في البداية بأسلوب "تيار وعي"، ولم أكن راضيًا عن هذا الأسلوب الفني، فقضيت أشهرًا أبحث عن طريقة تجعل الصدمة محسوسة ومرئية في الواقع.

وفي ليلة مظلمة انقطعت فيها الكهرباء، ولدت شخصية شِلْنْجِن. كتبت تلك المشاهد في الظلام، وبقيت الكهرباء مقطوعة حتى الصباح. طوال فترة كتابة الرواية كنت أواجه الظروف نفسها: كهرباء تأتي ساعة ونصف وتغيب يومين. في المرات التي لا أستطيع الكتابة فيها على اللابتوب، كنت أكتب على الجوال، وتدوين مشاهد كتلك على شاشة صغيرة لم يكن سهلاً.

كان الضغط يحاصرني أيضًا. لم أستطع دفع إيجار المنزل لأشهر، بلا وظيفة، وخسرت عملي ومعظم علاقاتي، ودخلت في عزلة قاسية. كنت أسمع طرقات صاحب البيت على الباب ولا أجيب، وأواصل الكتابة. لم يدفعني سوى حلمي وإيماني بمشروعي، رغم أنني لم أكن واثقًا بنجاحي. كان البعض يراني شخصًا باردًا، "كل شيء ينهار حوله وهو غارق في أوهامه". قال لي أحدهم يومًا: "أنت فاشل أو كسلان، فالكتابة لا تصنع حياة كريمة في زمن مادي". أحيانًا كنت أصدق هذا القول، وكان الصراع النفسي كفيلاً بأن يحطمني. ومع ذلك، لا أعرف حتى اليوم كيف اجتزت كل ذلك.

 

الفائزون بجائزة النشر:

أحلام المقالح:

فائزة برواية "نبوءة السليكون"

 

صحفية وكاتبة يمنية، حاصلة على درجة البكالوريوس في علوم الحاسوب والصحافة والنشر، وأعمل حاليًا مسؤولة مناصرة لدى رابطة أمهات المختطفين.

منذ طفولتي كنت مولعة بالكلمة؛ أجد في القراءة ملاذًا، وفي الكتابة مساحة حرة للتعبير عن الذات والمقاومة. كانت دفاتري المدرسية أولى صفحاتي الأدبية، فيها كنت أدوّن خواطر قصيرة وحكايات صغيرة أهرب بها من ضجيج الواقع إلى رحابة الخيال.

أهوى القراءة في الأدب والفكر، وأجد في السفر والتأمل في تفاصيل الحياة اليومية مصدر إلهام لا ينضب. بدأت علاقتي الجادة بالكتابة حين أدركت أن الكلمات قادرة على التغيير، وأن الحكاية ليست مجرد تسلية، بل وسيلة لفهم الإنسان وإعادة تشكيل الواقع من جديد.

أصدرتُ كتاب نصوص بعنوان "ومرآة عمياء" عام 2013م، ولدي رواية غير منشورة تحمل اسم "طيرمانة"، إضافة إلى روايتي "نبوءة السيليكون" التي شاركت بها في جائزة السرد اليمني– حزاوي.

نشرت نصوصًا متفرقة في الصحف والمنصات الأدبية، ومع مرور الوقت بدأتُ أطرق باب السرد الطويل بثقة أكبر، خاصة بعد مشاركتي في ورشات للكتابة مثل ورشة الكتابة الإبداعية عام 2019م التي نتج عنها نشر قصة "كيس أسود" ضمن كتاب ضم كوكبة من الكتًاب المبدعين من مختلف المحافظات اليمنية.

أطمح إلى تحويل قصصي ورواياتي إلى أفلام قصيرة، خاصة بعد مشاركتي في ورشة كتابة السيناريو (مايو 2025م) وورشة صناعة الأفلام (أكتوبر 2025م)، وقد اكتسبت منهما خبرات وتجارِب ستخرج إلى النور قريبًا.

جاءت فكرة "نبوءة السيليكون" من تأملٍ طويل في العلاقة المعقّدة بين الإنسان والتقنية، بين الروح والعقل الصناعي، بين ما نصنعه بأيدينا وما يمكن أن يتحكّم في مصائرنا لاحقًا. كانت الرواية محاولة لفهم التحوّلات العميقة التي يعيشها العالم المعاصر في ظل الثورة الرقمية، وكيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعيد تشكيل مفهوم الإنسانية ذاته.

لم تكن الدوافع فكرية فحسب، بل إنسانية أيضًا. كنت أراقب الخوف المتزايد من فقدان الإنسان لجوهره وسط زحام الآلات، وأتساءل: هل يمكن للبرمجيات أن تحلم؟ وهل يستطيع الإنسان أن يحتفظ بروحه حين يتماهى مع عالم افتراضي بارد؟

من هنا وُلدت الفكرة — من القلق، ومن الرغبة في مساءلة المستقبل قبل أن يداهمنا.

كما أن الظروف المحيطة بالواقع العربي واليمني تحديدًا، بما فيها من تحديات وجودية، جعلتني أرى في الخيال العلمي نافذة للتعبير عن واقعنا بطرق رمزية وعميقة. فالرواية ليست عن الآلة فقط، بل عن الإنسان حين يفقد السيطرة على ما أبدعه، وعن الأسئلة الأخلاقية التي تطرحها التكنولوجيا حين تتجاوز حدود الخيال.

تعرفت إلى جائزة السرد اليمني– حزاوي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث لفتني اهتمامها بدعم المواهب اليمنية الشابة وإحياء المشهد السردي المحلي. وجدت فيها نافذة مشرقة تمنح الكتّاب فرصة لإيصال أصواتهم إلى جمهور أوسع، فقررت المشاركة بدافع التجربة أولًا— خاصة أن الخيال العلمي ما يزال تحت التجريب في السرد اليمني— ثم بدافع الإيمان بأن الكلمة الصادقة لا بد أن تجد طريقها يومًا إلى القارئ.

 

صادق الوصابي:

 فائز برواية "عندما يبصر الحب"

مواليد 1975م، وصاب العالي – محافظة ذمار. حاصل على بكالوريوس في إدارة الأعمال.

أقرأ منذ وقت مبكر، وبدأت الكتابة الإبداعية في عام 2010م، ثم تولّد شغف آخر: الدراسة والبحث. كنت أظن أن إبداعي محصور في المجال المالي والإداري، وهي واحدة من مآسينا أن نقضي زهرة شبابنا في مجالات لا تمتّ لميولنا الإبداعية بصلة.

علّمتني الأرقامُ أهميةَ ترابط الأحداث ودقّة النتائج، وقد ساعدني ذلك في إحكام الحبكة في الروايات البوليسية وروايات الجريمة، كما في روايات: "تحريات عن جريمة غامضة"، "ثم لم يبقَ منهم أحد"، "ونسيت أن أحب"، "خطوات نائمة على رصيف النسيان"، و "أشياء لم يحدّثني عنها أحد"، التي تتناول موضوع استغلال المشعوذين لحكايات الجن والعلاج بالقرآن.

تركت الأرقام في أسلوبي شيئًا من الوضوح والمباشرة عندما تتناول الرواية قضايا اجتماعية أو إنسانية أو دينية، كما في روايات: "عندما يبصر الحب"، "قلبٌ قُدَّ من دُبُر"، "أطفال على أراجيح الحزن" التي تناقش آثار الحرب على الأطفال والنساء، ورواية "ونسيت أن أموت"، رواية متسلسلة في 11 جزءًا، ويحمل كل جزء عنوانًا مستقلًا، وتتناول استغلال الأطفال والزجّ بهم في الحروب. أما رواية "أنا وأنت ينقصنا لقاء" فيجتمع تحت غلافها الحب والمثالية والخيال. وفي "ذكريات مبعثرة في قرية مفقودة" يبزغ الحب الحقيقي ليداوي الجراح ويهب الحياة دفأها، حتى لتعود الأطراف الميتة إلى الحياة دون سابق إنذار.

لم يُنشر من هذه الروايات سوى "تحريات عن جريمة غامضة"، الصادرة في جمهورية مصر العربية– دار أبجد للنشر. ومع ذلك لم أتوقف عن الكتابة، لإيماني بأهمية ما أقدّمه.

منذ عام 2016م توجّهتُ إلى البحث والدراسة في التنزيل الحكيم، معتمدًا تفسير القرآن بالقرآن، وقد أثمر هذا الجهد عددًا من الدراسات، منها:

- منظومة النفس والأنا في التنزيل الحكيم: دراسة تحليلية للأجهزة والمهام.

- الخطاب في التنزيل الحكيم: وقفة تدبرية في مراحل التنزيل، منطوق الخطاب، الضمائر، الأفعال.

- نظرية بدء الخلق: من الإبداع إلى الاستواء.

- ملامح السيرة الذاتية للمسيح ابن مريم وأمه الصديقة، ودور الروح.

- أكثر الأسئلة غموضًا في تاريخ الإنسانية.

علّمتني الحياة أن الأدباء الحقيقيين لا يكتبون طلبًا للشهرة أو إرضاءً للجمهور، بل يكتبون ما يؤمنون به، ولذلك يعيش كثير منهم خلف أسوار التهميش. وأحاول جاهدًا أن أقدّم للشباب– الذين ما زال الدم يتدفق في عروقهم الفتية– خلاصة تجاربي في الحياة، لعلّ أحدهم لا يمر في الطريق ذاته، ولا يدفع الثمن الباهظ الذي دفعته.

أما معرفتي بـ جائزة السرد اليمني فكانت عبر صديق أرسل إعلان المشاركة في أحد جروبات الواتس. تصفّحت الموقع يومها واطلعت على محتواه، وحرصت على المشاركة في هذه الدورة، خصوصًا أن لدي عددًا من الروايات التي تنتظر من يخرجها من درجها، ولم تجد حتى اللحظة سواكم.

#جائزة_السرد_اليمني_حزاوي برعاية #بنك_اليمن_والكويت