الروايات الفائزة بجائزة السرد اليمني حَزَاوي، الدورة الرابعة 2025
الروايات الفائزة بجائزة السرد اليمني- حَزَاوي، الدورة الرابعة 2025
تُبارك جائزة السرد اليمني– حزاوي، وبنك اليمن والكويت، للفائزين في الدورة الرابعة 2025، وعددهم ثمانية فائزين شاركوا بنصوص متنوعة، اختيرت من بين أحد عشر نصًا ضمّتها القائمة القصيرة، التي بدورها رُشِّحت من قائمة طويلة تألفت من أربعة وثلاثين نصًا. وقد تنوّعت موضوعات الروايات الفائزة بين قضايا الحرية والهوية والعدالة الاجتماعية، ومآلات الحرب، والتجارب الوجودية والنفسية.
وقد تنوّعت موضوعات الروايات الفائزة بين قضايا الحرية والهوية والعدالة الاجتماعية، ومآلات الحرب، والتجارب الوجودية والنفسية.
تغوص رواية "خلل" لأحمد محمد الهندي في تراجيديا الفقر وانسحاق الفرد وسط مجتمع تتحول الحياة فيه إلى عبء يطحن كل محاولة للنجاة. هي رواية عن العزلة والوعي، وتعالج قضية شائكة هي الإدمان. كما تنفتح الرواية على حوارات فلسفية تمثل جدلًا بين الفردي والجماعي، وبين الضمير الإنساني وضغط المجتمع، مقدّمة نموذجًا لرواية حديثة تتجاوز الحكاية إلى استبطان الوعي الإنساني ومساءلة معنى الوجود ذاته.
أما رواية "إينشا" لخديجة بابطاح فتجسد حكاية النضال من أجل الحرية والانتماء في سيرة طفلة فقدت أباها، فتحولت معاناتها إلى مرآة لهوية مهددة بالاقتلاع. بأسلوب سلس وتشويق متقن، تنسج الرواية عالمًا إنسانيًا عابرًا للحدود الجغرافية، وتضع القارئ أمام أسئلة العدالة والكرامة بلغة موحية وصور نابضة بالحياة.
وتتناول رواية "ثرثرة في زمن الحرب" لعائدة قاسم خليل حال الإنسان في زمن الحرب، لا الحرب في ذاتها. فبين العائلة الممتدة التي تتوارث زيجاتها كدرعٍ اجتماعي، وبين الفرد الباحث عن معنى حريته وسط فوضى الخوف، تنكشف هشاشة المجتمع أمام الحرب وادعاءات النقاء. بلغة شاعرية وسرد متقن، تكشف الرواية كيف يمكن للحرب أن تلتهم كل شيء، لكنها لا تنتصر تمامًا على إرادة الإنسان في اختيار مصيره.
وفي رواية "وردة في الريح" لعبد الغني الأهدل نقرأ حكاية مجتمع يرى الحب خطيئة والجمال لعنة، لكن الحب والجمال يصران على الوجود كشجرة تنمو من زهرة في مهب الريح. عبر بنية دائرية وتوظيف ذكي للفلاش باك، تُبرز الرواية التناقض بين وعي الإنسان وسلوكه، وتكشف صراع الأجيال بين الحب الصافي والتشوّهات الاجتماعية، في عمل يجمع الواقعية السحرية بالتأمل الرمزي.
أما رواية "سياج: عصر الثور" لنبيل الخضر، فتقدّم قراءة ذكية لمفهوم "الرهينة" في زمن الجمهورية، من خلال حكاية فردٍ يقف عاجزًا أمام أنظمة المجتمع وتقلبات القدر. تسرد الرواية تفاصيل السجن بوصفه مرآةً لمجتمع كامل، حيث تتقاطع مصائر شخصيات تكشف أن السجن ليس جدرانًا فحسب، بل شبكة من الأعراف والسلطات. جاءت الرواية بلغة سلسة ونَفَسٍ إنساني يجعلها شهادة على وجع متكرر وبنهاية مفتوحة على خيارات متعددة.
وفي رواية "طلقة سبقت لحظة الانتحار" لسند فهد السيد، نواجه أعماق الإنسان المدمَّر نفسيًا، عبر بطلٍ مأزومٍ يروي سقوطه في دوامة الإدمان والهلوسة. بلغة شعرية مكثفة، تتحول المدينة إلى كائنٍ يتنفس مع الشخصية، وتغدو الأشياء من حوله شركاء في الانهيار. الرواية في جوهرها دراسة في القسوة الموروثة وأثرها عبر الأجيال، وفي قدرتنا على النجاة من الظلام الداخلي، وهي عمل نفسي بامتياز لا يقوم على الحدث بقدر ما يقوم على تفكيك الوعي الإنساني حتى لحظة الانفجار.
وبما أن جائزة السرد اليمني– حزاوي تخصص جائزةً للنصوص الجديرة بالنشر، فقد اختير نصّان للفوز بجائزة النشر، هما: "نبوءة السيليكون" لأحلام المقالح، و"عندما يُبصر الحب" لصادق عبدالله الوصابي؛ لما في هذين العملين من جدةٍ في السرد وتجريبٍ نوعي داخل المشهد الروائي اليمني.
تندرج الرواية القصيرة "نبوءة السيليكون" ضمن أدب الخيال العلمي، وتتناول أثر التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي على حياة الإنسان، في عالمٍ مستقبلي يتمكن فيه بشر مستبدون من السيطرة على سكان مدينة عبر شرائح رقمية تتحكم بهم. ويمضي النص بلغته الرصينة وحبكته المحكمة نحو محاولة الخلاص من مصير تحكمه الآلة. أما رواية "عندما يُبصر الحب" فتقوم على فكرٍ تأملي يُشرِّح حالة انفصام بين ثنائيات الخيال والواقع، والقرية والمدينة، والشرق والغرب، والكتب والحياة. كل هذه الثنائيات تشكّل مادة الحوار الطويل بين شخصيتين منشطرتين من ذاتٍ واحدة.
وبذلك يكون لدينا ثمانية نصوص فائزة في هذه الدورة. وبهذه النصوص، تؤكد جائزة السرد اليمني- حزاوي مكانتها كمنصةٍ للسرد اليمني الجديد، القادر على تمثيل الإنسان في تعدده وتنوع موضوعاته وجمالياته الفنية.
بهذه المناسبة، نتوجه بالشكر إلى الدكتورة الروائية نادية الكوكباني، صاحبة الفضل في انطلاق الجائزة، وإلى بنك اليمن والكويت الذي جعل هذا الحلم حقيقة، وإلى المشرفين على الجائزة وإدارتها، مع الأمل في استمرار هذه الرحلة الداعمة للمشهد السردي في اليمن.
كما نتوجّه بالشكر إلى أعضاء لجنة التحكيم، التي ضمّت أجيالًا مختلفة من النقّاد والروائيين والخبراء في الكتابة السردية. وقد قرأت اللجنة النصوص وقيّمتها بدقة بعد إخفاء أسماء الكتّاب، ضمانًا للنزاهة وتحريًا لأعلى درجات الشفافية. وقد تكوّنت لجنة التحكيم من:
الروائية الدكتورة نادية الكوكباني، الأستاذة الدكتورة والناقدة والشاعرة آمنة يوسف، الكاتبة بشرى الثور، الناقد رياض حَمَّادي، والروائي عبدالله شروح.
كما ننوه إلى أن قيمة الجائزة تبلغ خمسة آلاف دولار، مقدمةً من بنك اليمن والكويت، وقد قُسمت هذا العام بين أكثر من نص فائز. وتشمل الجائزة أيضًا طباعة النصوص الفائزة، ومنح كل كاتب خمسين نسخة من روايته، وتوزيع بقية النسخ هدايا للمكتبات العامة والنقّاد والدارسين.
ختامًا، تتمنى إدارة الجائزة لبقية المشاركين التوفيق، وأن تكون هذه التجربة شرارةً لا محطة ختام، تُلهب مواهبهم وتدفعهم إلى مواصلة رحلتهم الإبداعية.
إدارة الجائزة
